Thursday, April 3, 2025

النبوة والرساله والسور المكية والمدنية

النبوة والرسالة والسور المكية والمدنية من منظور القرآن الكريم وتطبيق النبي ﷺ والصحابة أولًا: الفرق بين النبوة والرسالة في القرآن الكريم النبوة والرسالة يشتركان في كونهما اصطفاءً من الله للعبد لتبليغ وحيه، لكن بينهما فرق: النبوة: اصطفاء شخص ليكون نبيًا يوحى إليه بشرع، لكنه غير مكلف بالتبليغ لعامة الناس، وإنما يهتدي به نفسه ومن حوله. الرسالة: أعم من النبوة، حيث يُكلَّف النبي المرسل بتبليغ رسالة إلى قوم معينين أو إلى البشرية كافة. الآيات الدالة على ذلك: قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ (الشورى: 51). وقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ﴾ (إبراهيم: 4). ثانيًا: تطبيق النبي ﷺ لمفهوم الرسالة والنبوة النبي محمد ﷺ جمع بين النبوة والرسالة، فقد بُعث نبيًا إلى قومه ثم رسولًا للعالمين، كما قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾ (سبأ: 28). كان أول ما نزل عليه في غار حراء ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ (العلق: 1)، إعلانًا لنبوته، ثم جاءه الأمر بالتبليغ في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ﴾ (المدثر: 1-2)، فكان ذلك إيذانًا ببدء رسالته. ثالثًا: السور المكية والمدنية في ضوء النبوة والرسالة السور المكية: تركز على العقيدة والتوحيد، وتثبيت النبي ﷺ والصحابة في مواجهة قريش. تهتم بأصول الإيمان مثل الإيمان بالله واليوم الآخر، كما في قوله: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ (الإخلاص: 1). الدعوة إلى الصبر وتحمل الأذى، مثل قوله تعالى: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ (النحل: 127). السور المدنية: تركز على التشريعات والأحكام، مثل الحدود والعبادات والمعاملات، لأن الدولة الإسلامية بدأت تتشكل. تُنَظِّم العلاقة بين المسلمين والمجتمع، كما في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ (البقرة: 183). تتحدث عن الجهاد والقتال المشروع، كما في قوله: ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ﴾ (البقرة: 190). رابعًا: تطبيق الصحابة لمفاهيم النبوة والرسالة الصحابة في مكة كانوا يُخفون إيمانهم ويصبرون على الأذى، تنفيذًا لما ورد في السور المكية. بعد الهجرة، بدأ الصحابة بتطبيق الأحكام المدنية من زكاة وصيام وجهاد، تطبيقًا للسور المدنية. كانوا حريصين على نشر الرسالة، كما فعل مصعب بن عمير عندما بعثه النبي ﷺ إلى المدينة لنشر الإسلام. خاتمة النبوة والرسالة مفهومان متكاملان في الإسلام، والسور المكية والمدنية جاءت لتواكب تطور الدعوة من التأسيس العقائدي إلى بناء المجتمع الإسلامي. تطبيق النبي والصحابة لهما يعكس مراحل الرسالة الخاتمة التي استمرت حتى يومنا هذا.

No comments:

Post a Comment